- الصفحة الرئيسية
- مجتمع
- الحوادث والكوارث الطبيعية
[تقرير] ’’كُلّنا مغربيون‘‘ ردّد كنديون في رثاء ضحايا زلزال الحوز

نظمت مجموعة ’’أطلس ميديا‘‘ في كيبيك سهرة إضاءة شموع على أرواح ضحايا زلزال الحوز في المملكة المغربية الذي أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 3000 شخص وإصابة أكثر من 500 5 شخص بجروح فضلا عن وقوع أضرار وخسائر مادية جسيمة.
الصورة: Radio-Canada / Colette Dargham
احتشد مئات الأشخاص من مواطنين ورسميين كنديين وأبناء الجالية المغربية والعربية في مقاطعة كيبيك، في باحة معهد مونتمورنسي في مدينة لافال شمال مونتريال يوم الأحد المنصرم، من أجل تقديم تحية وفاء لضحايا الزلزال العنيف الذي وقع يوم الثامن من أيلول / سبتمبر في إقليم الحوز جنوب غرب المملكة المغربية. نظّم هذه الفعالية الناشط والإعلامي الكندي المغربي رشيد نجاحي على رأس مجموعة ’’أطلس ميديا‘‘.

وقع ليل الجمعة 8 أيلول / سبتمبر 2023 زلزال مدمر بلغت قوته 6.8 على مقياس ريختر في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش السياحية على بعد 320 كيلومترا جنوب العاصمة الرباط. وفي آخر حصيلة بلغ عدد الضحايا 3000 على الأقل وأكثر من 500 5 جريح، كذلك أحدث الزلزال خسائر مادية جسيمة.
الصورة: afp via getty images / FADEL SENNA
شارك نحو من 40 شخصية رسمية في التعبير عن التضامن مع ذوي ضحايا زلزال الحوز، ومثلت هذه الشخصيات كبار المسؤولين في الحكومة الكندية الاتحادية وحكومة مقاطعة كيبيك وعدة بلديات محلية.
أجمع الحضور على أهمية المشاركة في تحية الوفاء لذكرى ضحايا الزلزال لما يشكله ذلك من رسالة قوية لأهل المغرب بأن أهلهم في كندا ’’يقفون أيضا إلى جانبهم ولن يوفروا سبيلا من أجل جمع المال والمساعدات لهم للنهوض من جديد‘‘، على حدّ تعبير جلال من أصل مغربي. تقول سيدة أخرى ’’الإنسانية تجمعنا هذه الليلة ويغصّ المكان بوجوه من كل مشارب الأرض [...] عبر الآلام والأسقام والأوجاع وحدها الإنسانية تجعلنا نتخطى ما يفرقنا ونجتمع في بوتقة واحدة من أجل مدّ يد العون للمنكوبين بزلزال الحوز‘‘.

كما تعهد رشيد بدوري، فقد أُعلن الأربعاء من هذا الأسبوع عن حفلين فنيين بمشاركة فنانين كيبيكيين ومغربيين تحت عنوان ’’نحن من أجلك يا مغرب‘‘، في صالة الأولمبيا في مونتريال لصاحبها باتريك ليفي من أصل مغربي أيضا. يعود ريع الحفلين بالكامل لصندوق الصليب الأحمر الكندي من أجل الإغاثة في المغرب.
الصورة: Radio-Canada / Colette Dargham
فنان الفكاهة من أصل مغربي رشيد بدوري اعتلى خشبة المسرح أيضا وكعادته خلط الجِدّ بالمزاح، قال: ’’في ظلّ تهديدات والدي لا يمكن لي إلا أن أحب المغرب، ولعل الدم الذي يجري في عروقي كله كيبيك وكلّه مغربي وليعذرني أساتذة الرياضيات وأنصحهم بعدم التفكير العلمي لمسألة كيف تكون دمائي 100% كيبيكية و 100 % مغربية بالوقت ذاته‘‘. يضيف الفنان الشاب: ’’إذا كنا مولودين في النمسا أو في لافال، فإنه عندما يندهنا الواجب تجاه المغرب سنلبي على أقصى السرعة، لأن الأوطان الأم تبقى دوما في القلب والروح‘‘.
ذكّرت مُمثلةً رئيس الوزراء جوستان ترودو النائبة راشيل بن ديّان من أصل مغربي بقيمة التبرعات الكندية التي خصصتها الحكومة الفدرالية من أجل إغاثة المنكوبين من الزلزال، مشيرة إلى أن كندا تحتفل هذه السنة بالذكرى الـ 60 للعلاقات الدبلوماسية الثنائية مع المغرب، ’’هذه العلاقات التي تزداد قوة وصلابة.

إلى جانبها وزير النقل الفدرالي بابلو رودريغيز، قالت بن ديّان: ’’سارع ترودو بعد وقوع الزلزال إلى تقديم مليوني دولار لتلبية الاحتياجات الفورية للمتضررين. كما تم إنشاء صندوق إغاثة مشترك مع الصليب الأحمر الكندي يهدف إلى مطابقة الحكومة ما يصل إلى 3 ملايين دولار من التبرعات المالية، على أن تكون المهلة القصوى لتقديمها 26 أيلول / سبتمبر. وبذلك يبلغ مجموع التبرعات الكندية (الفدرالية) للمغرب 5 ملايين دولار‘‘.
الصورة: Radio-Canada / Colette Dargham
بدوره أعلن الوزير المسؤول عن مدينة لافال النائب في الجمعية العمومية في كيبيك كريستوفر سكيت عن منح كيبيك مليون ونصف المليون دولار للمغرب.
يقول سكيت: ’’إن الزلزال المرّوع سيترك أثرا كبيرا في المجتمع المغربي، هي مأساة حقيقية. أنقل باسم حكومة كيبيك التعازي لذوي الضحايا والجرحى، كذلك أعبر عن التعاضد الكامل مع الشعب المغربي العظيم [...] لقد كانت كيبيك دوما قريبة من المغرب وفي هذه الظروف الصعبة نقف أيضا إلى جانبه، وقد أعلنا هذا الأسبوع عن تبرعات بقيمة 1،5 مليون دولار دلالة على علاقة الأخوّة الكبيرة مع شعب المغرب وأبناء الجالية المغربية في كيبيك تحديدا‘‘.
عندما تنزفزن الدماء أنا بدوري انزفها وعندما تبكون، تنهمر الدموع من عيوني أيضا، إعلموا جيدا أنني معكم وإلى جانبكم في هذه الظروف الصعبة.

مدير عام مجموعة ’’أطلس ميديا‘‘ رشيد نجاحي:’’عبر قناتين تلفزيونيتين مغربيتين تنقلان هذه الوقفة التضامنية مع أهلنا في المغرب هذه الليلة، نوّجه رسالة قوية بالتضامن معهم على الرغم من المسافات، قلوبنا هناك بين أهلنا، نواسيهم في حزنهم ونتكاتف لمساعدتهم ونعاهدهم بأننا لن ننساهم وستستمر الجهود‘‘.
الصورة: Radio-Canada / Colette Dargham
من جهتها، ثمنت سفيرة المملكة المغربية لدى أوتاوا سورية عثماني كل التعاطف والمؤازرة اللذين عبر عنهما الشعب الكندي، تقول: ’’إن “الحضور الفعلي والتعبير عن التعاطف والتضامن مع شعبنا من قبل العديد من كبار الشخصيات في كيبيك وكندا يخفف من آلامنا ويبرز أواصر الصداقة الجميلة القائمة بين المغرب وكندا‘‘.

كنديون من أصل مغربي شاركوا في سهرة الشموع لذكرى ضحايا زلزال الحوز وهم من اليمين إلى اليسار: جلال، يوسف، الياس واسماعيل.
الصورة: Radio-Canada / Colette Dargham
مدينة لافال التي حضنت الصلوات والابتهالات تلك الليلة عن أرواح موتى زلزال الحوز ’’أرادت التعبير أيضا عن تعاضدها مع أهل المغرب ومساندتها لهم في محنتهم‘‘ كما تقول ممثلة عمدة المدينة ألين ديب.
وكشفت ديب، وهي عضوة في المجلس التنفيذي لبلدية لافال، عن جمع البلدية من خزينتها الخاصة مبلغ 000 25 دولار لتقديمها للمغرب.
وأكّدت ديب، الكندية اللبنانية، على الحضور القوي للجالية المغربية في مدينة لافال ومساهماتها المثمرة على كافة المستويات وفي شتى المجالات. ’’نثمن كل ما يقدمه أبناء الجالية المغربية من أجل مدينتنا وهي فرصة اليوم لنعبر عن دعمنا لهم ووقوفنا إلى جانبهم في محنتهم‘‘.

مثلت المستشارة والعضوة في بلدية لافال ألين ديب عمدة المدينة ستيفان بوييه في سهرة إضاءة الشموع لذكرى ضحايا زلزال الحوز.
الصورة: Radio-Canada / Colette Dargham
’’متحدون من أجل المغرب‘‘
في مونتريال أسس اسماعيل علوي وجيهان شرقاوي من أصل مغربي قبل أيام تجمع ’’متحدون من أجل المغرب‘‘ (Unis pour le Maroc) الذي أطلق حملة لجمع التبرعات على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يرغب الناشطان الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه الكارثة الأليمة وفي خضم ما يعتريهما من ألم وحزن ووجع جرّاء مشاهدة الصور المرّوعة التي ينقلها الإعلام لما خلّفه الزلزال، قرر الناشطان جمع أكبر عدد من الأموال وإرسالها إلى المغرب. ’’الحاجة ماسة وكبيرة وتتطلب أن نعمل على المدى الطويل، أهدافنا ليس تقديم المساعدة في الأمد العاجل وإنما الآجل‘‘، على حدّ تعبيرهما.

أطلق اسماعيل علوي وجيهان شرقاوي تجمع ’’متحدون من أجل المغرب‘‘ بهدف جمع التبرعات وإرسالها عبر منظمات الإغاثة الدولية بينها الصليب الأحمر. يخشى المتحدثان على المشردين الذين سينامون في العراء في جو بارد ليلا في منطقة الحوز.
الصورة: Radio-Canada / Colette Dargham
هذا ويشير علوي إلى العطاءات السخية لعدد من المصارف الكبرى في مونتريال التي توظف وجوها بارزة في أوساط الجالية المغربية والعربية. ’’والعقبى لشركات أخرى التي نحن في صدد التواصل معها لمعرفة ما يمكنها تقديمه لمساعدة أهلنا المنكوبين‘‘ على حد تعبير علوي.
إنه فخر لنا أن نشهد هذا التعاطف مع المغرب وأبنائه من قبل الكنديين على المستويين الرسمي والشعبي [...] كم أثرّ فينا قول العديد منهم ’’إننا مغربيون‘‘ و’’القلب مغربي‘‘، هذا الكلام أثلج صدورنا وخفف عنا كربتنا وأظهر لنا مرة أخرى نبل الكنديين وودهم وانسانيتهم.
أنيس القمري: ’’قومي من تحت الردم مراكش‘‘
في اتصال هاتفي مع الناشط الكندي المغربي أنيس القمري في العاصمة المغربية الرباط حيث يمضي إجازة منذ مطلع الشهر الجاري، يؤكد المتحدث على تداعيات الزلزال على كافة شرائح المجتمع المغربي وحالة الهلع التي أصابت العديد من سكان عشرات المدن المجاورة للحوز. ينقل القمري تكاتف أبناء المغرب فيما بينهم والأيادي البيضاء الكثيرة التي امتدت وطوابير المواطنين التي احتشدت لتقوم بواجب التبرع بالدم للجرحى.

يصف أنيس القمري مشاعر المساندة والتعاضد والتآخي التي أظهرها أبناء المغرب في الخارج وفي الداخل ويثمن في شكل خاص المبادرات الكندية ويدعو إلى متابعة مد يد المساعدة لأن الاحتياجات كبيرة.
الصورة: Radio-Canada / Gracieusité Aniss Alkamari
آليت الذهاب إلى مراكش القريبة من إقليم الحوز بعد يومين على حدوث الزلزال، غايتي كانت دعم أهل المنطقة في محنتهم وزرع الأمل في نفوس أهل المدينة الحمراء الذين يعتاشون من السياحة… معا نتعالى على الجراح ونبني من جديد.
وخلص المتحدث إلى نقل حديث لأحد الأشخاص المتضررين من الزلزال من سكان إقليم الحوز. ’’قال لي من هدم الزلزال بيته المبني من الطين وحصد أرواح عدد من أحبته: الحمدلله على وقوع الزلزال في الحوز وليس في الرباط، فأنتم قادرون على مساعدتنا أما نحن فليس لدينا ما يمكن أن نساعدكم به في حال كان العكس صحيحا‘‘.