- الصفحة الرئيسية
- مجتمع
دراسة: العنصرية ضدّ السود ’’متجذرة بعمق‘‘ في مهنة التمريض في أونتاريو وسائر كندا

ثلاث ممرضات في مستشفى في أونتاريو (أرشيف).
الصورة: (Evan Mitsui/CBC)
تظهر دراسة عن العنصرية في مهنة التمريض في أونتاريو أنّ نحواً من 9 من أصل كلّ 10 ممرّضات سوداوات قد تعرضن للتمييز في العمل.
وشملت الدراسة 205 ممرضات وطالبة تمريض من ذوات البشرة السوداء في أونتاريو، كبرى مقاطعات كندا بعدد السكان، اعتباراً من حزيران (يونيو) 2020 وأعدها فريق عمل الممرضات السوداوات (Black Nurses Task Force) في جمعية الممرّضات والممرّضين المسجّلين في أونتاريو (RNAO).
وتفيد الدراسة أنّ 88% من المستطلعات فيها تعرضن للعنصرية أو للتمييز خلال العمل. وتضيف أنّ 63% منهنّ قلن إنهنّ عانين مشاكل صحة نفسية نتيجة أعمال عدوانية صغيرة ذات طابع عنصري من قبل مرضى أو زملاء أو رؤساء.
وتقول الدراسة كذلك بأنّ الممرضات السوداوات ممَثَّلات تمثيلاً ناقصاً في مناصب السلطة في المستشفيات والكليات، سواء في المناصب السريرية أو الإدارية أو الأكاديمية.
وتضيف الدراسة التي صدرت بمناسبة شهر تاريخ السود في كندا، الذي يصادف شباط (فبراير) من كل سنة، أنّ الممرضات السوداوات غالباً ما يتمّ توظيفهنّ في مناصب على مستوى المبتدئين، بغضّ النظر عن خبرتهنّ في العمل.
أمّا المهاجرات فغالباً ما يُوظَّفن كمساعدات للمرضى لأنّ السلطات المختصة في أونتاريو لا تعترف دوماً بشهادات التمريض التي حزن عليها قبل قدومهنّ إلى كندا.

دوريس غرينسبون، الرئيسة التنفيذية لجمعية الممرّضات والممرّضين المسجّلين في أونتاريو (RNAO).
الصورة: Registered Nurses’ Association of Ontario
وتقول رئيسة جمعية الممرّضات والممرّضين المسجّلين في أونتاريو، دوريس غرينسبون، إن العنصرية في مؤسسات الرعاية الصحية ترقى إلى مستوى أزمة صحة عامة.
’’تهدّد العنصرية الصحة الجسدية والنفسية لممرضاتنا من ذوات البشرة الملونة، فهي تمنعهنّ من التقدم في مهنتهنّ، ويمكنها حتى أن تعرض رعاية المرضى للخطر‘‘، تضيف غرينسبون.
وتركّز الدراسة أيضاً على التعليم والتوعية والبحث وتعزيز المساواة وعلى الشراكة مع مجموعات متحالفة ومع أصحاب المصلحة الآخرين في قطاع الصحة والتعليم.
وتقول الرئيسة المشاركة لفريق عمل الممرضات السوداوات، الدكتورة أنجيلا كوبر براثويت، إنّ الانهزامية هي إحدى الخصائص التي وجدتها الدراسة بين اللواتي شملهنّ الاستطلاع.
’’تعاني الممرضات السوداوات بصمت منذ فترة طويلة جداً، إن في العمل أو في الدراسة، ويرفضن إطلاع الغير على الاضطراب الذي يعانين منه لأنهنّ يعتقدن أنّ وضعهنّ لن يتغير‘‘، تشرح كوبر براثويت.
’’كممرضات، نعلم أنّ العنصرية مُعترف بها كعامل محدِّد مهم للصحة، يساهم في عدم المساواة الصحية والاجتماعية. لا تزال العنصرية متأصلة بعمق في النظام الصحي والهياكل الصحية في كندا‘‘، تضيف الدكتورة كوبر براثويت في بيان صحفي.
’’يجب على جميع منظمات الرعاية الصحية والمؤسسات الأكاديمية أن تتخذ إجراءات فورية وأن تقر بأن العنصرية ضد السود متجذرة بعمق في تاريخ مهنة التمريض في أونتاريو وكندا‘‘، أضافت في البيان الصحفي الرئيسة المشاركة الأُخرى لفريق عمل الممرضات السوداوات، الممرضة الممارِسة كورسيتا غاراواي.

مقرّ نقابة ممرضات وممرضي أونتاريو في تورونتو. النقابة هي المسؤولة عن التصديق على من يرغبون في ممارسة مهنة التمريض في المقاطعة.
الصورة: CBC/Megan Fitzpatrick
وتقترح الدراسة 19 توصية من أجل مكافحة العنصرية الممنهجة في مهنة التمريض بشكل أفضل.
والتوصيات موجهة إلى الجمعيات والنقابات والهيئات التنظيمية للمهنة، ولكن أيضاً بشكل عام إلى نظام الرعاية الصحية برمّته.
وتقترح الدراسة مثلاً توظيف معلمات من ذوات البشرة الملونة في مؤسسات التعليم ما بعد الثانوي وتعيين ممرضات سوداوات في مناصب قيادية في المستشفيات.
ويجب أيضاً تخصيص أدوات وموارد، كنظام توجيه، للممرضات لمساعدتهنّ على التغلب على التمييز العنصري في مسارهنّ المهني.
وتقترح الدراسة أيضاً توفير مساحات آمنة في أماكن العمل لمعالجة قضايا التمييز في العمل وتقديم دعم نفسي أفضل للممرضات ضحايا العنصرية والتمييز.
وينبغي أيضاً اعتماد سياسات تعزّز التنوع والمساواة والاحتواء في كافة أماكن العمل ومنظمات التمريض، إن لم يكن قد تمّ ذلك بالفعل.
كما يجب أن تكون مفاهيم العنصرية والتمييز جزءاً من المنهج الإلزامي لدراسات التمريض في أونتاريو.
(نقلاً عن تقرير لجان فيليب نادو على موقع راديو كندا وتقرير لشنيفة ناصر على موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)