1. الصفحة الرئيسية
  2. مجتمع
  3. الأسلحة النارية

[تقرير] تشييع جثمان أمير بن عياد المراهق المقتول في مونتريال إلى مثواه الأخير

صورة على شاشة تلفزيون معلقة على الحائط.

صورة أمير بن عيّاد على شاشة في دار الجنائز مانيوس بوارييه في لافال. قتل الشاب البالغ من العمر 17 عامًا رميًا بالرصاص يوم الخميس الماضي في مونتريال.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

Samir Bendjafer

رافق حشد كبير أمس الثلاثاء جثمان الفتى أمير بن عياد الذي قُتل الأسبوع الماضي في مونتريال ، إلى مثواه الأخير في لافال.

كانت الساعة 2:20 ظهرًا عندما دوّت صرخة من الألم العميق في سماء المربّع الإسلامي بمقبرة مانيوس بوارييه (Magnus Poirier) في لافال التي غطّت الثلوج قبورها في هذا اليوم البارد والمُشمس من الشتاء الكندي.

أحبّك- je t’aime - يا ابني ! هكذا صرخت والدة أمير بن عياد بالعربية والفرنسية وهي جالسة على صندوق صغير موضوع على الثلج أمام القبر حيث بدأ التابوت الذي وُضِع فيه ابنها ينزلق إلى الأسفل ببطء.

لم يكن لدى الأم الحزينة القوة لرؤية النعش يُكمل هبوطه 6 أقدام تحت الأرض، فنهضت من مكانها بمساعدة بعض الحاضرين وجرت بين القبور لتصرخ وحدها حتى ’’لا تعذّب روح ابنها‘‘ حسب إيمانها واعتقادها.

وفي تلك الأثناء، بدأ العديد من الحاضرين من شباب المجتمع المغاربي في مونتريال بمن فيهم آدم بن عياد ، الأخ الأصغر للضحية، وزملاء الدراسة السابقين لأمير بن عياد واحدًا تلو الآخر في حثو التراب على القبر بأيديهم أو بواسطة مجرفة.

أشخاص يقفون وخلفهم قبور تكسوها الثلوج.

تجمّعَ حشد كبير في المربّع الإسلامي بمقبرة مانيوس بوارييه في لافال لدفن أمير بن عيّاد البالغ من العمر 17 عاما والذي قُتل رميًا بالرصاص يوم الخميس الماضي في مونتريال.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

ثم انهت الجرافة الميكانيكية عملية وضع التراب كاملا على قبر المراهق الذي أكمل 17 عامًا من العمر مؤخّرًا .

وفي وقت سابق من الصباح، سُجي نعش الفتى في دار الجنازة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من المقبرة.

وأقيمت صلاة الجنازة ضمن الحدود التي تفرضها القيود الصحية السارية بسبب جائحة كوفيد-19. وبعد ذلك بوقت قصير، انطلق موكب الجنازة نحو المقبرة.

وحثّ الإمام الذي أقام الصلاة في خطبة قصيرة الآباء على التقرّب من أبنائهم وعدم إغفال متابعة شؤونهم في سنّ المراهقة الحرجة رغم صعوبة الحياة.

أريد أن أنبّه إلى أنّ الكثير من الآباء والأمّهات في جاليتنا شغلتهم أموالهم، وخلافاتهم و ومشاكلهم داخل وخارج بيوتهم عن أبنائهم إلّا حينما يفيقون على ضياعهم.
نقلا عن مُسعَد البلتاجي، إمام مسجد الأنصار في لافال

وفقد والدا أمير بن عياد ابنهما يوم الخميس الماضي فيما يبدو أنه مشاجرة بسيطة بين شباب تمّ فيها استعمل سلاح ناري.

وتنحدر العائلة من ولاية الشلف في الغرب الجزائري. وهاجر الأبوان إلى كندا في عام 1995.

ولم تقم الشرطة بعد بإلقاء القبض على مرتكب أو مرتكبي هذه الجريمة، وهي الأولى في عام 2022 في المنطقة التي تخدمها دائرة شرطة مدينة مونتريال (SPVM).

وخلال العام الماضي ، قُتل العديد من الشباب بأسلحة نارية في مونتريال من بينهم أربعة من الجالية المغاربية.

وفي العام نفسه، قُتل 37 شخصًا في مونتريال من بينهم 19 برصاص أسلحة نارية واثنان منهم من المراهقين، وفقًا لتقرير لهيئة الإذاعة الكندية.

عند الإعلان عن وفاة أمير بن عياد ، بعثت عمدة مونتريال فاليري بلانت بتعازيها إلى العائلة عبر تويتر وأكّدت أن شرطة مدينة مونتريال تحقق في الجريمة.

وتجمّع يوم الأحد الماضي نحو من مائة شخص في المكان الذي قتل فيه الشاب.

ونظمت التجمع مجموعة من الأهالي طالبوا بنتائج ملموسة لكلّ التحقيقات الجارية.

وخلال حديث مع مسؤولين مُنتخَبين في بلدية مونتريال حضروا التجمّع، طلب منهم محمّد بن عيّاد والد أمير منهم المضيّ قدما في التحقيقات.

رجل يرتدي قناعا بجانب مراهق يحمل لافتة.

محمد ميمون (إلى اليمين) المكلّف بالتعبئة والتنمية في منتدى سان ميشيل الشبابي في مونتريال خلال التظاهرة ضد العنف في حي سان ميشيل. 20 تشرين الثاني نوفمبر 2021.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وبعد انتهاء مراسيم الجنازة، تحدّث راديو كندا الدولي عبر الهاتف مع محمد ميمون ، منسق منتدى شباب سان ميشيل في مونتريال الذي أوضح أن غياب الاعتقالات أو الإعلان عن تقدّم في التحقيقات ’’يمكن أن يعطي شعوراً بالإفلات من العقاب لمُطلِق النار.‘‘

عندما لا يكون هناك اعتقالات بعد جريمة قتل ، يرى المجرمون في ذلك تشجيعًا على الاستمرار في نفس المسار.
نقلا عن محمّد ميمون، منسق منتدى شباب سان ميشيل في مونتريال

وأضاف أن الشرطة لا يمكنها استكمال تحقيقاتها لأنها ’’فقدت الاتصال بالمجتمع. والشباب الذين لا يثقون بالشرطة يفضلون الانتقام لأنفسهم على الإبلاغ.‘‘

ومع انتشار الأسلحة الآتية من الولايات المتحدة في مونتريال، أصبح الوصول إليها أكثر سهولة للشباب.

ففي يونيو حزيران الماضي، أعلنت دائرة شرطة مونتريال ضبط 250 قطعة سلاح غير مرخصة على أراضيها خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2021.

ومن بين الإعلانات الأخرى ، ضُبط ما لا يقل عن 15 قطعة سلاح في نوفمبر تشرين الثاني الماضي في المدينة نفسها.

بالنسبة لمحمد ميمون ، هناك حاجة إلى نقلة نوعية لفهم ظاهرة العنف بالأسلحة النارية بين الشباب.

وبحسبه فإن ظاهرة عصابات الشوارع لا تفسر كل شيء. ويشرح قائلاً: ’’هؤلاء شباب غير ناضجين ويحصلون على أسلحة لحماية أنفسهم كما يقولون ، وينتهي بهم الأمر باستخدامها لتسوية أدنى نزاع. ‘‘

Samir Bendjafer

العناوين