1. الصفحة الرئيسية
  2. مجتمع
  3. الأسلحة النارية

[تقرير] مسيرة في مونتريال ضد العنف المسلح بعد مقتل شابّ مراهق

شارك مئات المواطنين في مسيرة في حي سان ميشيل بمونتريال ترحّمًا على مراهق قُتل قبل أسبوع وهو ثالث شاب يُقتل منذ بداية العام في المدينة.

مراهقان يحملان لافتتين في وسط حشد من الناس.

شبان يبدون رفضهم للعنف والأسلحة خلال مسيرة تخليدًا لذكرى توماس تروديل المراهق البالغ من العمر 16 عامًا و الذي قُتل في حيّ سان ميشيل في مونتريال. 20 تشرين الثاني نوفمبر 2021.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

Samir Bendjafer

أثار مقتل توماس تروديل ، البالغ من العمر 16 عامًا، بالرصاص قبل أسبوع في حي سان ميشيل بمونتريال، صدمة لدى الرأي العام في مقاطعة كيبيك.

وللتنديد بهذا العنف وبانتشار الأسلحة النارية في المدينة، تجمّع يوم السبت الماضي في الحيّ نفسه حوالي 500 شخص وفقًا لشرطة مونتريال.

وتباينت الأجواء في مطلع ظهيرة ذلك اليوم بين الشمس المشرقة والحزن الذي كان باديًا على وجوه مئات الأشخاص الذين تجمعوا خلف مكتبة الحيّ بجوار متنزه جان فرانسوا بير الذي يتردد عليه سكان هذا الحي متعدد الثقافات.

ووفقًا لإحصاءات عام 2017 لمدينة مونتريال يشكّل المهاجرون 42٪ من سكّان الحيّ، بما في ذلك 21٪ من المهاجرين الجدد.

ووُلد معظم مهاجري الحيّ في الجزائر (13٪) وفييتنام (10٪) وإيطاليا (10%).

وبلغ عدد سكان الحي من خريجي الجامعات 27 ٪ من الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا.

وكان متوسط دخل الأسر الواحدة 42.600 دولار في عام 2015. وبالمقارنة ، كان متوسط دخل الأسرة في مونتريال 52.519 دولارًا في العام نفسه.

توماس تروديل، جناي دوبويل بيلي ومريم بونداوي

كان توماس تروديل يدرس في المدرسة الثانوية الواقعة بجوار مكان تجمّع الشباب والأهل والمواطنين من جميع الأصول الذين جاؤوا لتكريمه.

رجل يحمل لافتة لصور أشخاص.

عبد الله عزوز، منشِّط في منتدى سان ميشيل للشباب، يحمل لافتة عليها صور لثلاثة مراهقين قُتلوا هذا العام في مونتريال خلال مسيرة ضد العنف والأسلحة. من اليسار إلى اليمين: ميريام بونداوي، جناي دوبويل بيلي وتوماس تروديل. 20 تشرين الثاني نوفمبر 2021.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وبحسب ما أوردته هيئة الإذاعة الكندية ، قد يكون مقتل الشاب بسبب إطلاق نار عشوائي عند عودته إلى المنزل في المساء. ولم يكن له أيّ سوابق عدلية.

وأضاف المصدر نفسه أنّ شخصًا أوقفه في الشارع ’’وتبادل معه بعض الكلمات قبل أن يُطلق عليه الرصاص في رأسه. ‘‘

وسار المشاركون في التجمع مسافة 700 متر من المدرسة إلى الموقع الذي قُتل فيه المراهق وهم حاملين لافتات ضد العنف والأسلحة النارية.

والتزم المجتمعون دقيقة صمت ترحّمًا على روح الفقيد.

وتدخّل المنظمون والسياسيون من مختلف المستويات الحكومية (البلدية والإقليمية والفدرالية) بإلقاء كلمة خلال التجمّع الذي سبق انطلاق المسيرة التي نظمها منتدى الشباب في سان ميشيل هو منظمة تعزز المشاركة المدنية لشباب الحي.

وقدّم الجميع تعازيهم للعائلة وندّدوا بالعنف والأسلحة النارية.

وعقب مداخلة بابلو رودريغيز، وزير التراث الكندي، صرخ أحد المشاركين في التجمّع قائلّا : ’’نريد أفعالاً .‘‘

كما تحدث الشباب ومن بينهم عبد الله عزوز أحد المنشّطين العاملين في منتدى سان ميشيل للشباب.

ووجّه خطابه ’’للسياسيين والشخصيات العامة الحاضرة في التجمّع أو الذين يتابعونه على شاشات التلفزيون. ‘‘

لماذا أنتم [السياسيون] هنا اليوم ؟ هل يتطلّب مجيؤكم حدث مأساوي؟ خذوا الوقت الكافي للتفكير فيما لم تفعلوه أو فيما فعلتموه بشكل خاطئ حتى تصل الأمور إلى ما نحن عليه اليوم .
نقلا عن عبد الله عزوز منشّط في منتدى سان ميشيل للشباب
رجل يرتدي قناعا بجانب مراهق يحمل لافتة.

محمد ميمون (إلى اليمين) المكلّف بالتعبئة والتنمية في منتدى سان ميشيل الشبابي في مونتريال خلال التظاهرة ضد العنف.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وتحدّث بعده محمّد ميمون، منسق المنتدى. وذكر أنه قبل بضعة أشهر ’’ نظمنا تكريما لروح مريم بونداوي. وكنّا نودّ ألا ننظم تكريمًا آخر لشابّ آخر. ‘‘

ومريم بونداوي هي فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا قُتلت في 7 شباط فبراير الماضي (نافذة جديدة) برصاصة طائشة في عملية إطلاق نار اندلعت في حي سان ليونارد المجاور. ودفنت في الجزائر.

وفي الأيام الأخيرة، في 18 تشرين الأول أكتوبر، قُتل شاب آخر يُدعى جناي دوبويل بيلي، طعناً حتى الموت بجوار مدرسته في حي كوت دي نيج نوتر دام دي غراس في مونتريال.

’’أحاول أن أكون قويا لكنّي أرى حولي الكثير من الغضب والخوف بين الشباب ‘‘، كما يقول محمّد ميمون.

وبالنسبة له، فإن تنظيم هذه المسيرة وهذا التجمع ’’ هو أولاً وقبل كل شيء لمواساة أسرة توماس تروديل وشباب مدرسته بجوارنا وجميع رفاقه. لن ندخل في حلقة مفرغة من العنف ولن نسمح للشعور بالانتقام أو الشعور بانعدام الأمن أن يجعل شبابنا يذهبون إلى السلاح مرة أخرى. ‘‘

واستعرض محمّد ميمون الأنشطة التي قام بها شباب الحي خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19. ’’ لقد حقق شباب سان ميشيل إنجازات عظيمة بدعم من المنظمات المجتمعية. لقد قدّموا دعمًا في الإعلام الآلي لكبار السن لإبقائهم على اتصال بذويهم وبالعالم الخارجي. نحن حيّ متضامن وفيه الكثير من الأشياء الجيدة ‘‘، كما أضاف.

وساعد شباب آخرون في شراء وتسليم البقالة لكبار السن ولعائلات في الحي. كما ساعدوا في نشر وثائق وملصقات الصحة العامة المتعلّقة بكوفيد-19.

سان ميشيل ليست وحدها. ظاهرة العنف والسلاح لا تعني سان ميشيل فقط. إنها تطال جميع أحياء مونتريال. الأمر يهم الجميع. في البداية كانت مريم، ثمّ بعدها جناي الذي حضرنا جنازته أمس [الجمعة] واليوم نحن هنا من أجل توماس.
نقلا عن محمد ميمون، مُنسّق منتدى سان ميشيل للشباب
امرأة في وسط مظاهرة.

شاركت بشرى منّاعي، مفوَّضة مكافحة العنصرية في بلدية مونتريال، في المسيرة ضد العنف في حي سان ميشيل.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

ويدعو هذا الأخير الجميعَ بما فيهم الأهل والناشطين المجتمعيين والمسؤولين المنتخبين إلى التفكير في ’’هذه الظاهرة حيث نرى الشباب الذين يريدون الحصول على الأسلحة والذين لديهم سهولة في استعمالها لهدر الأرواح. ‘‘

وأعرب عن أسفه لأنّ ’’ بعض الشباب يفتقرون إلى التفكير النقدي وبعد النظر للتعرّف على المخاطر والاتصال بشخص بالغ يمكنه مرافقتهم في مواجهة مشاكل معينة. ‘‘

وحضرت التجمّع بُشرى منّاعي، مفوضة مكافحة العنصرية والتمييز الممنهج في بلدية مونتريال. وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي قالت إنّ ’’ العنف المسلح يطال المزيد من الأحياء في مونتريال. ‘‘

وأشارت إلى أنها عندما كانت تعمل في حي شمال مونتريال ، بدأت في ملاحظة آثار انتشار الأسلحة النارية.

’’أنا قلقة ويجب على الجميع أن يكون كذلك. يجب على أي شخص لديه أثر على حياة الشباب أن يجلس إلى الطاولة ويتحدث عن الحلول ‘‘، كما أضافت.

وبينما أكدّت أن هناك حاجة إلى ’’ السلامة العامة لكل فرد في المدينة ‘‘ ، فإنها تصر على أن ’’ السلامة العامة يجب أن تكون بدون تمييز وبدون تنميط عنصري. بالنسبة لي، هذا مهم جدّا. ‘‘

وفيما يتعلق بمسألة الأسلحة النارية، تعتقد بأنه من المهم ’’ سحب الأسلحة من التداول ، ولكن في الوقت نفسه ، يجب أن تكون هناك منظمات تعمل على منع الشباب من التوجه نحو الأسلحة. ‘‘

امرأة في وسط مظاهرة.

شهرزاد زادي المقيمة في حيّ سان ميشيل شاركت في المسيرة ضد العنف في حيّها.

الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وتشاطرها الرأي شهرزاد زادي المقيمة في الحي والتي كانت مرشّحة في الانتخابات البلدية الأخيرة في نفس الدائرة.

وبالنسبة لها، فإنّ ’’الحل يكمن في العمل مع الشباب حتى لا يغادروا المدرسة ويتوقّفوا عن ممارسة الرياضة مثلا. ‘‘

وتقول السيدة زادي إنّ ابنتها كانت زميلة للمراهق المقتول. ’’ ابنتي في حالة صدمة بعد مقتل صديقها ‘‘ . وأضافت أنها تخشى على أطفالها ’’ فقد تصيب رصاصة طائشة أحدَهم. لقد بدأنا نسمع بالأسلحة النارية في الحي منذ ثلاث سنوات تقريبًا. ‘‘

وعلى الرغم من هذه المأساة ، فهي لا تنوي الانتقال من الحي الذي تعيش فيه منذ 10 سنوات. ’’ بالإضافة إلى ذلك ، فإن الإيجارات باهظة الثمن في أماكن أخرى من المدينة. ‘‘

Samir Bendjafer

العناوين