- الصفحة الرئيسية
- سياسة
- السكّان الأصليّون
قبور 751 مجهولاً في موقع مدرسة سابقة للسكان الأصليين: ’’كندا هي المسؤولة‘‘ حسب ترودو
أفراد من أمّة كاويسيس من السكان الأصليين يقومون بعملية بحث على أرض المدرسة الداخلية السابقة في مارييفال.
الصورة: Radio-Canada / fournie par la Première Nation de Cowessess
أعرب رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو عن حزنه لاكتشاف 751 قبراً لأشخاص مجهولين في موقع مدرسة داخلية سابقة للسكان الأصليين في قرية مارييفال في مقاطعة ساسكاتشوان في غرب كندا صباح الأربعاء.
’’أعلم أن هذا الاكتشاف لا يتسبب سوى بتفاقم الألم الذي تشعر به أساساً العائلات والأشخاص الناجون وكافة الشعوب والمجتمعات في أوساط السكان الأصليين، كما أنه يعيد التأكيد على حقيقة يعرفونها منذ زمن بعيد. الألم والصدمة اللذان تشعرون بهما، كندا مسؤولة عنهما‘‘، قال رئيس الحكومة اللبيرالية في بيان أمس.
هذه الاكتشافات في مارييفال و(سابقاً) في كاملوبس (في مقاطعة بريتيش كولومبيا) تذكّرنا بشكل مخجل بالعنصرية والتمييز والظلم الممنهجة التي واجهها السكان الأصليون، ولا يزالون، في هذا البلد. علينا أن نعترف معاً بهذه الحقيقة وأن نستخلص الدروس من الماضي ونسير قُدماً على طريق المصالحة المشترك
واليوم قال رئيس الحكومة الفدرالية إنه لا يستثني إجراء تحقيق جنائي حول هذا الاكتشاف ’’الصادم‘‘ و’’المروّع‘‘.
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / Justin Tang
رئيس حكومة ساسكاتشيوان سكوت مو قال إنّ هذا الاكتشاف مثير للقلق.
’’وللأسف ستعاني أمم أولى أُخرى في سسكتشوان الصدمة نفسها واليأس نفسه فيما يتواصل البحث عن قبور في جميع أنحاء المقاطعة‘‘، قال مو.
زعيم أمّة كاويسيس، قدموس دولورم، أعرب عن أمله في ألّا يطوي النسيان هذا الاكتشاف المؤلم ورأى أنّ على الكنيسة أن تعتذر من السكان الأصليين.
هذا الخبر عن اكتشاف مئات القبور التي لا تحمل شواهد في محمية كاويسيس، وهي من الأمم الأولى، مأساوي بشكل مطلَق لكنه غير مفاجئ. أدعو الكنديين لدعم الأمم الأولى في هذه الأوقات البالغة الصعوبة

زعيم أمّة كاويسيس من السكان الأصليين قدموس دولورم (أرشيف).
الصورة: Radio-Canada / Bryan Eneas / CBC
وكانت مدرسة السكان الأصليين الداخلية في مارييفال في الخدمة منذ عام 1899 لغاية عام 1997، وكانت من ضمن نظام المدارس الداخلية للسكان الأصليين الذي أرسته الحكومة الفدرالية. وأوكلت السلطات الفدرالية إدارة المدرسة إلى الكنيسة الكاثوليكية، فتولت المهة على التوالي اثنتان من جمعيات الراهبات.
وزيرة العلاقات مع السكان الأصليين في الحكومة الفدرالية كارولين بينيت نشرت عدة رسائل حول الموضوع صباح أمس على موقع ’’تويتر‘‘ للتواصل.
’’سنكون حاضرين من أجل جميع الناجين والعائلات والمجتمعات في حدادهم وفي إحيائهم الذكرى، وكذلك خلال إجرائهم العمل الصعب المتمثل في التعرف على الأرواح المفقودة (...)‘‘، كتبت بينيت.
وأضافت الوزيرة بينيت أنّ هناك ’’أطفالاً لم يكن ينبغي مطلقاً انتزاعهم من أُسرهم ومجتمعاتهم ولغاتهم وثقافاتهم‘‘.
هذه الاكتشافات هي تذكير مُخجل بالعنصرية الممنهجة والتمييز والظلم التي واجهتها، ولم تزل دوماً تواجهها، شعوب السكان الأصليين
زعيم حزب المحافظين إرين أوتول متحدثاً في مجلس العموم (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld
حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم علّق على الموضوع فأصدر زعيمه إرين أوتول بياناً أعرب فيه عن وقوف حزبه إلى جانب السكان الأصليين.
’’يدرك المحافظون في كندا الحزن العميق والحداد اللذيْن تعيشانهما حالياً كافة شعوب الأمم الأولى، وأيضاً الناجون من مدارس السكان الأصليين الداخلية. قلوبنا هي مع أمّة كاويسيس ومع مجتمعات السكان الأصليين المجاورة التي تتشارك في هذه الصدمة‘‘، قال أوتول.
زعيم الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه) جاغميت سينغ قال إنّ اكتشاف القبور في مارييفال يلزم الكنديين بمواجهة الواقع الذي وصفه بعملية ’’إبادة جماعية‘‘.
’’اكتشاف مرعب آخر. أطفال سُرقوا من عائلاتهم، انتُزعوا من مجتمعاتهم. على كندا أن تعترف بالحقيقة. إنها إبادة جماعية. تتطلّب المصالحة عدم تجاهل هذا الواقع. تتطلّب المصالحة العدالة‘‘، كتب سينغ في تغريدة على موقع ’’تويتر‘‘.
(نقلاً عن راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)