1. الصفحة الرئيسية
  2. علوم

الاعتراف بدور الكندي جيمس كوليب في ذكرى مرور 100 عام على اكتشاف الإنسولين

رجل يضع نظارتين.

لعب الطبيب الكندي جيمس كوليب دورا مهمّا في اكتشاف الإنسولين قبل مئة عام

الصورة: University of Alberta

RCI

تصادف هذه السنة ذكرى مرور مئة عام على اكتشاف مادّة الإنسولين التي شكّلت منعطفا مهمّا على طريق معالجة المصابين بِداء السكري.

واكتشف الإنسولين كلّ من الطبيب الكندي فريدريك غرانت بانتنغ والطبيب الإسكتلندي جون مكليود

وحاز الطبيبان عام 1923 مناصفة على جائزة نوبل للطبّ تقديرا لِأعمالهما التي ساهمت في إنقاذ ملايين الأرواح.

لكنّ طبيبا ثالثا، هو الكندي جيمس كوليب، لعب دورا مهمّا في هذا الاختراق الطبّي (نافذة جديدة)، غير أنّ مساهمته ظلّت بعيدة عن الأضواء.

وشارك كوليب في الأبحاث التي أجرتها جامعة تورونتو حول دور البنكرياس في حدوث داء السكّري.

ونجح فريق الباحثين عام 1921 في اكتشاف مادّة الإنسولين التي ساعدت على معالجة هذا الداء..

ولعب د. كوليب دورا مهمّا في تنقية الإنسولين وحقّق الضربة الفائزة حسب ما قالت الكاتبة أليسون لي، مؤلّفة كتاب جيمس كوليب وتنمية البحث العلمي في كندا.

ألة صغيرة للكشف عن السكّر في الدم.

ساهم اكتشاف الإنسولين قبل مئة عام في معالجة المصابين بداء السكّري

الصورة: AP / Wilson Ring

وتقول لي في حديث إلى سي بي سي، القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة، إنّ دور الطبيب بانتنغ وتلميذه تشارلز بست الذي شارك في الأبحاث أصبح معروفا، خلافا لِدور جيمس كوليب الذي أصبح طيّ النسيان.

ولكنّ المساعي مبذولة في كلّ من أونتاريو و ألبرتا، لإلقاء الضوء على دور الطبيب وأستاذ الكيمياء الحيويّة جيمس كوليب، في إطار الاحتفالات بذكرى مرور 100 عام على اكتشاف الإنسولين.

من هو جيمس كوليب:

وُلد جيمس برترام كوليب في مدينة بلفيل في مقاطعة أونتاريو عام 1892.

و بدأ في سنّ الخامسة عشرة متابعة الدروس في جامعة تورونتو حسب متحف مشاهير الطبّ الكندي، وحاز على شهادة دكتوراه في الكيمياء الحيويّة عام 1916.

وقبل أن يحصل على شهادة الدكتوراه، وافق على عرض من أجل أن يشغل منصب محاضِر قدّمته له جامعة ألبرتا.

وباشر في عام 1921 المشاركة في الأبحاث إلى جانب د. جون مكليود في جامعة تورونتو.

وطلب د. بانتنغ من د. مكليود،رئيس مختبر الجامعة، أن يساعده كوليب في الأبحاث، ونجح كوليب في غضون أسابيع،في جعل الإنسولين المستخرَج من البنكرياس أكثر نقاء، و أمكن استخدامه في علاج شخص في الرابعة عشرة من العمر مصاب بِداء السكّري.

واحتفلت ألبرتا يومها بدور جيمس كوليب في اكتشاف الإنسولين، وكتبت مجلّة الطلّاب في جامعة ألبرتا مشيرة إلى مشاعر الفخر والفرح التي عمّت أحرام الجامعة.

وتقاسم د. مكليود جائزة نوبل مناصفة مع د. جيمس كوليب الذي ساهمت جهوده في تنقية الإنسولين، لكنّ اسم د. كوليب لم يرتبط على نطاق واسع بهذا الاختراق الطبّي.

وإزاء عدم الاعتراف بدور كوليب، وجّه مدير جامعة ألبرتا في حينه تشارلز تايلور رسالة إلى رئيس الحكومة الكنديّة في ذاك الوقت لايون ماكنزي كينغ ، كتب فيها أنّه تمّ تجاهل عمل كوليب على نحو غير عادل من قبل أبناء تورونتو.

ومن المحتمل أن يكون بُعد المسافة الجغرافيّة بين مدينة تورونتو في مقاطعة أونتاريو و مدينة إدمنتون في مقاطعة ألبرتا حيث تقع الجامعة التي كان يعمل فيها كوليب، قد لعب دورا في عدم الاعتراف بدور د. كوليب .

وعاد الطبيب إلى إدمنتون أواخر العام 1922، أي بعد سنة على اكتشاف الإنسولين.

وتقول الكاتبة أليسون لي التي التقت عددا من أفراد عائلة الطبيب، إنّ د. جيمس كوليب أبى أن يغرَق في صراع من أجل أن يتمّ الاعتراف بِدوره.

وكان يقول دوما لِنظرائه إنّ أحدا ما سوف ينظر بعد وفاته إلى أوراقه الأصليّة، ويُدرك الدور الذي لعبه في اكتشاف الإنسولين كما قالت الكاتبة أليسون لي.

وفي عام 1914، أقامت مدينة بلفيل لوحة تذكاريّة تكريما للدكتور جيمس كوليب أمام مقرّ المكتبة العامّة.

كما شكّلت مدينة بلفيل، مسقط رأس د. كوليب، لجنة تضمّ 3 أشخاص، للقيام بحملة جمع 110 آلاف دولار من أجل إقامة نُصًب تذكاري تكريما له، ومن المتوقّع تنفيذ المشروع خلال فصل الصيف المقبل.

(سي بي سي/ مادلين كامينغس/ترجمة وإعداد مي أبو صعب)

العناوين